التحالف السعودي يجرّد صعدة من مدارسها: محافظة بلا تعليم
3 أبريل، 2016
431 8 دقائق
يمنات – الأخبار اللبنانية
يحيى الشامي
تكشف إحصاءات تعمل على إعدادها السلطات المحلية في محافظة صعدة عن الحجم الهائل للخراب الذي ألحقه الطيران السعودي بالبنى التحتية. فبرغم ضآلة البنية التحتية في هذه المحافظة أصلاً ورداءة الخدمات العامة، فاق الدمار الذي أحدثته الحملة الجوية على المحافظة والمناطق الحدودية، ما تسببت فيه الحروب الست السابقة على صعدة (بين 2004 و2010).
وفيما توقفت العملية التعليمية في صعدة كُلياً خلال عام من الحرب، دمّر القصف 120 مدرسة بصورة كاملة، من بينها مدارس كانت لا تزال قيد الإنشاء. وكرر الطيران استهداف بعض المدارس المدمرة، لأكثر من مرة، مع إحراق مخازن «الكتاب المدرسي» التي كانت تحوي مخزوناً يكفي لتوزيعه على طلاب صعدة لعامين أو ثلاثة اعوام، كما جرى استهداف مخازن حكومية داخلها الآلاف من قطع الأثاث المدرسية.
يقول مدير مكتب التربية والتعليم في صعدة، عبد الرحمن الظرافي، إن العدوان لم يكتفِ بإيقاف العملية التعليمية خلال عام، بل تعمّد إعادتها إلى الوراء لسنوات، بالتدمير المنهجي للبنية التعليمية. وأضاف أن 40 ألف طالب فقط تسجلوا في المدارس من أصل 170 ألفا، قبل أن تتوقف العملية التعليمية برمتها.
وفي العادة، تكون المدارس ملاجئ يهرب إليها المدنيون من أماكن الغارات الجوية، لكنها في صعدة صارت من أكثر المباني عُرضةً للقصف، إلى حد خشية السكان من الاقتراب من المدارس أو السكن بجوارها.
وسُجل خلال الأيام الأولى من قصف التحالف السعودي ارتكاب الطيران السعودي جرائم بحق أسر كانت قد هربت من مناطق وقرى إلى مدارس مجاورة، منها استهداف أسرة دبيس أثناء لجوئها إلى مدرسة ابتدائية تقع خارج مدينة ضحيان، بعد استهداف المدينة بأكثر من عشرين غارة وسط الأحياء السكنية. وصعدة هي المحافظة اليمنية الوحيدة التي توقّفت فيها العملية التعليمية تماماً، كما أن عدد المدارس المستهدفة (120) هو الأكبر مقارنةً ببقية المحافظات اليمنية.
وأوجد توقف العملية التعليمية في مدارس صعدة كافة تحديات كبيرة ليس من السهل تجاوزها، وخصوصاً في ظل أوضاع لا توفر مناخاً ملائماً لعودة العملية التعليمية، من ناحية الطلاب الذين نزح معظمهم إلى محافظات أخرى، أو لناحية البنية التحتية التي قضى الطيران على معظمها.
ويبحث مسؤولون في المكتب التربوي في المحافظة إمكانية توفير أماكن بديلة عن المدارس المُدمّرة من بينها ما يُعرف بـ«المدارس المجتمعية» كالمساجد، أو تلك التي تنعقد تحت الأشجار في الأماكن العامة أو في مبانٍ خاصة مستأجرة، لكن كل هذه الجهود تصطدم بقلق أولياء الأمور الذين يخشون على أبنائهم من استهداف الطائرات في هذه الأماكن البديلة.
يقول أحمد يحيى، وهو والد طالبين في المرحلة الابتدائية، «لا يُمكنني ضمان سلامة أبنائي في حال عودتهم إلى التعلم في أماكن كهذه». ويضيف: «الأمور لم تتضح بعد بخصوص وقف العدوان على اليمن… لا نثق أصلاً بالحديث الجاري عن وقف العدوان، وخصوصاً أننا نشاهد ضحايا الغارات الجوية يتساقطون يومياً في مختلف المحافظات»، مشيراً إلى أن التحالف يتعامل مع صعدة بصورة استثنائية ولا يوفر فيها شيئاً مهما تكن الاعتبارات.
وكانت صعدة من أكثر المحافظات التي تواجه تحديات تسببت في تأخر العملية التعليمية وتفشي ظاهرة الأمية، كما أن الحروب الست السابقة قضت على مدارس كثيرة فيها، وقد عاود العدوان المستمر تدمير عشرات المدارس التي أُعيد إعمارها.